صورة من داخل أحد المخطوطات

الكنيسة القبطية وبنائها المخلصون وذلك المؤسسات المختلفة مسئولون عن حماية وفظ هذه الكنوز

   
من تراثنا القبطي
حب المعرفة والعلم والولع باقتناء الكتب من مميزات أقباط مصر وذلك واضح على إمتداد تاريخهم الطويل، ويكفى أن نذكر عبقرية مسيحيو مصر في اختراع كتابة لغتهم بحروف يونانية مع بعض الأحرف المستمدة من كتابة Egyptian Grammar المعتمدة أساسا على قواعد اللغة المصرية القديمة تطوير قواعد اللغة القبطية Ancient Egyptian أجدادهم المصرية القديمةCoptic Grammar وترجمة الكتاب المقدس من اليونانية إلى القبطية، وفي القرن الثالث كانت مكتبة الكرازة المرقسية ضخمة للغاية حتى أنها كانت قبلة طلاب العلم من مدرسة الإسكندرية الشهيرة، وانت أيضا النموذج الذي احتذت به مكتبة وشليم في أيام ويجانوس Origen.
وعندما أسس الأنبا باخوم رهبنة الشركة كانت القراءة والكتابة شرطا أساسيا لقبول المتقدم للالتحاق بأديرته في وقت كان التعليم فيه قاصرا على أقلية ضئيلة من سكان مصر، وانت الأديرة القبطية المزدهرة تزخر بمكتبات عظيمة، وتضمنت قوانين الرهبنة الباخومية قواعد لاستعارة الكتب من خزاناتها وفي نهاية اليوم تحتم على الرهبان وضع الكتب المستعارة فوق الشباك Window Sill كل في قلا يته حتى يكون الكتاب ظاهرا لإعادته إلى المكتبة ليلا. كما كان على رهبان الأنبا شنودة إجادة القراءة والكتابة، ونعرف من النقوش Inscriptions المكتوبة على جدران حجرة تقع شمالي كنيسة الدير الأبيض أن هذه الحجرة كانت مخصصة لحفظ الكتب أي "مكتبة" فنجد عناوين الكتب Titles على الجدران، وفى بعض الأحيان تم تدوين عدد النسخ copies الموجودة من كل كتاب، فعلى سبيل المثال كانت أكثر من مائة نسخة من الأناجيل الأربعة ومانية نسخ من سيرة القديس باخوم Life of St. Pachom ومانية نسخ من سيرة الأنبا شنودة Life of Shenute وتزخر كثير من المكتبات والمتاحف في وبا ومريكا والمتاحف في وبا ومريكا ببعض كتابات الأنبا شنودة Works for Shenute بلغ عدد واقها 1870 وهو تمثل النذر اليسير من كتابات هذا القديس العالم يمكن تقدير عدد صفحاتها بحوالي 25000 ) خمسة وعشرون الف صفحة) ولنا أن نتصور مدى ضخامة المكتبة التي كانت كتابات الأنبا شنودة تمثل جزء ضئيلا منها.
ولدينا قطعة وتراكا Ostracon من الحجر الجيرى ترجع إلى وائل القرن السابع الميلادى كتب عليها جزء من أرشيف مكتبة دير القديس الياس Elias بقرب الأقصر وهى توضح دقة تبويب جزء من محتويات المكتبة مكونة من ثمانية عنوانين للكتب Book Titles ونوع المادة المستخدمة في الكتابة Writing material والتي كان معظمها من البردى وقليل منها من الرق Parchment وقد اشتمل هذا الجزء من المكتبة على سير القديسين Biographic وقوانين الكنيسة Canons وعظات Homilies ويضا على كتب الطب Medicine مما يشير إلى أن مكتبات الأديرة كانت على مستوى كبير وان تنظيمها دقيقا. ومن أهم مجموعات المخطوطات القبطية التي عثر عليها المكتبة المعروفة بحامولى Hamuli في دير رئيس الملائكة ميخائيل بالفيوم ومعظمها محفوظ في Peirpont Morgan Library في نيويورك وتر جع مخطوطاتها إلى أعوام 820-920 ميلادية أما مكتبات أديرة وادى النطرون القديمة فقد تعرضت للنهب والتدمير مع هجمات البربر في أعوام 408، 434، 444، 817، وما تبقى من هذه المكتبات حتى العصور الوسطى وقع فريسة الإهمال وعدم العناية في الفترة ما بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر أما البقة الباقية فقام بشرائها صائدو المخطوطات من الأجانب بأثمان باخسة فتناثرت محتوياتها في عديد من المكتبات أهمها الفاتيكان ومكتبة Bodleian Library في أكسفورد ومكتبة John Rylands Library في Manchester ومكتبات أخرى في Cambridge بإنجلترا ثم Leipzig في ألمانيا أما باقى مخطوطات وادى النطرون الهامة فقد أحضرها Evelyn While إلى المتحف القبطى ومعظم المخطوطات الموجودة في أديرة وادى النطرون الأن مكتوبة باللغة العربية عدا قليل منها باللغة القبطية وبنهرين (قبطى وعربى) اما المخطوطات السريانية فمعظمها في المتحف البريطانى.